مليارات الزيزان تستعد لغزو الولايات المتحدة الأمريكية

تستعد مليارات من حشرات الزيز الصاخبة والمستعدة للتزاوج، لغزو الغابات الأمريكية وضواحيها. وقال مكتب شرطة نيوبيري في ولاية كارولينا الجنوبية (جنوب شرق)، في منشور عبر فيسبوك هذا الأسبوع، "تلقينا مكالمات عدة بخصوص صوت يشبه صفارة الإنذار أو العويل أو الزئير".

وتضم عائلة الزيز أكثر من 3000 نوع من الحشرات في العالم. ومعظمها يقضي حياته تحت الأرض، على شكل يرقات. ثم تخرج من الأرض عندما تصبح بالغة لتتكاثر.

وبينما يظهر بعضها كل عام، تخرج أخرى تُسمى الزيز "الدوري" من الأرض، كل 13 أو 17 عاما.

وهذا العام، تُعنى بالظاهرة مجموعتان من حشرات الزيز: المجموعة التاسعة عشرة التي تظهر كل 13 عاما، وقد بدأت بالظهور في شمال كارولينا وجنوبها، ثم ستليها في الغرب الأوسط (ميدويست) المجموعة الثالثة عشرة التي تظهر كل 17 عاما. وفي وسط إلينوي في الشمال، قد تتواجد المجموعتان في المكان نفسه.

ويقول عالم الحشرات جين كريتسكي من جامعة ماونت سانت جوزف والذي ابتكر تطبيقا يمكّن الجميع من جمع بيانات عن هذه  الحشرات ذات العيون الحمراء،  إنّ الزيز "يخرج من الأرض بأعداد كبيرة، مما يثير اهتمام الآباء والأطفال".

وتبقى هذه الظاهرة في الأذهان وتتناقل تفاصيلها الأجيال، على غرار مشاهدة الكسوف مثلاً.

ويقول كريتسكي "إنّ هذا ما يفعله العلم: توضع فرضيات تقود إلى تنبؤات، ويتم التحقق من هذه التنبؤات، (...) وهذا ينطوي على قيمة في وقت يسعى بعض الناس إلى الإساءة للعلم".

أنواع قراد جديدة

تعتمد حشرات الزيز "الدورية" على أعدادها  من أجل استمرار النوع  وعدم انقراضه: وبفضل الجحافل التي تتزايد في الوقت نفسه، يتم إشباع الطيور والثعالب والراكون والسلاحف وغيرها من الحيوانات التي يعتمد نظامها الغذائي على هذه الحشرات، على ما يوضح لوكالة فرانس برس الأستاذ في علم الأحياء بجامعة جورج واشنطن جون ليل.

وفي دراسة نشرت أخيرا في مجلة "ساينس"، أظهر جون ليل وزملاؤه أن مجموعة من الزيزان ظهرت في واشنطن عام 2021 تسببت في زيادة عدد اليرقات التي أهملتها الطيور لتنقض بدل ذلك على الزيزان.

أما النتيجة فكانت في زيادة استهلاك شتلات أشجار البلوط الصغيرة.

تظهر أبحاث أخرى أن السنوات التي تنتج خلالها أشجار البلوط معظم ثمارها تأتي دائما بعد عامين من ظهور الزيز. وكلما زاد عدد الثمار، يرتفع عدد الثدييات التي تتغذى عليها، مما يعزّز من خطر الإصابة بمرض لايم لدى البشر.

ويضيف ليل أن هذه الظاهرة "تؤكد وجود  تأثيرات بيئية محتملة طويلة الأمد  تبقى لسنوات بعد ظهور حشرات الزيز".

وتتميز ذكور الزيز بإصدارها صوتا صاخبا عند التزاوج.

وترى الباحثة في جامعة كنيتيكت كريس سايمن أن التغير المناخي يعطل الساعات البيولوجية لحشرات الزيز.

وفي ظل الاحترار المناخي بالولايات المتحدة، توفّر الإطالة في موسم نمو النباتات مزيدا من الغذاء وتسرّع نمو الزيز. وتقول سايمن: "أتوقع أن أعدادا إضافية من حشرات الزيز البالغة 17 عاما ستتحول إلى أخرى عمرها 13 عاما، وفي النهاية ستصبح هذه السمة جينية". ويشير ليل إلى أنّ التوصل إلى معلومات بشأن أثر ذلك على الزيز على المدى البعيد، مسألة صعبة.

ف.ي/ع.ج.م  (ا ف ب)

هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق

انهيارات أرضية ضخمة -ليس فقط في دبي- بل في مناطق أخرى أيضًا في جنوب شرق شبه الجزيرة العربية. هطلت أمطار غزيرة في يوم واحد أكثر من الأمطار المعتادة خلال عام كامل! فأغرقت المياه الشوارع وغمرت مطار دبي، وانهارت مبان تحت ضغط الفيضانات الجارفة.
الأمطار الغزيرة لم تقتصر على أكبر مدينة في الإمارات، بل شملت أيضًا مناطق أخرى، خصوصًا في سلطنة عمان المجاورة. وما عدا الأضرار التي لحقت بالممتلكات، تم الإبلاغ عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصًا.

وبينما يعاني المتضررون من عواقب الكارثة، تضج وسائل التواصل الاجتماعي بالنظريات حول كيفية حدوثها.

ومن الادعاءات: "تلقيح السحب يسير على نحو خاطئ"، كما كتب أحد المستخدمين على موقع "إكس"، تويتر سابقًا. كما تساءل أحد الحسابات على إنستغرام أيضًا عما إذا كان تلقيح السحب هو الذي أدى إلى حدوث فيضانات دبي أو تفاقمها، ليجيب العديد من المستخدمين بـ"نعم".

لكن هذا الادعاء خاطئ، كما تبين لفريق تقصي الحقائق في DW. وهنا التوضيح:

تلقيح السحب هو وسيلة للاستمطار (إنتاج المطر) باستخدام أدوات اصطناعية. تقوم الطائرات برش أملاح معينة لا تذوب في الماء. ثم تتكثف الرطوبة الناتجة عن السحب على جزيئات الأملاح وتسقط على الأرض على شكل مطر. وتُستخدم هذه الطريقة في أجزاء كثيرة من العالم، جزئيًا لتوليد الأمطار، ولكن أيضًا بهدف منع العواصف الثلجية، على سبيل المثال.

وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية أن عاصفة مصحوبة بسحب مطرية ضخمة تشكلت فوق جنوب شرق شبه الجزيرة العربية وجنوب إيران في الأيام الأخيرة. وبسبب تكوّن السحب كانت المتطلبات الأساسية لتلقيحها اصطناعيًا متوفرة من حيث المبدأ.

يقول ثلثا المشاركين البالغ عددهم 22100 في استطلاع على تيك توك إنهم يعزون الفيضانات إلى تلقيح السحب
يقول ثلثا المشاركين البالغ عددهم 22100 في استطلاع على تيك توك إنهم يعزون الفيضانات إلى تلقيح السحبnull Tiktok

"حصاد الأمطار" في الإمارات
يقوم المركز الوطني للأرصاد الجوية في الإمارات، ومقره في العاصمة أبو ظبي، بإجراء أبحاث حول تلقيح السحب منذ أواخر التسعينيات. وتستخدم الدولة الصحراوية هذه الطريقة لزيادة كمية الأمطار وبالتالي كمية المياه العذبة المتوفرة.

في البداية، ذكرت وكالة "بلومبيرغ" أن تلقيح السحب من قبل المركز الوطني للأرصاد أدى إلى زيادة هطول الأمطار. لكن المسؤولين الإماراتيين نفوا اتخاذ أي إجراءات من هذا القبيل في بداية الأسبوع. وتواصل فريق تقصي الحقائق لدى DW مع المركز، لكنه لم يتلق ردًا حتى وقت نشر هذا الموضوع.

لكن DW تلقت ردًا من فريق بحثي في جامعة هوهنهايم الألمانية يجري مشروعًا بحثيًا مشتركًا مع المركز الوطني للأرصاد في الإمارات. وكتب عالم الأرصاد الجوية أوليفر برانش أنه ليس لديه أي معلومات عن أي عملية تلقيح للسحب في بداية الأسبوع.

لكنه قال إنه "من غير الواقعي على الإطلاق" أن يتسبب تلقيح السحب في هطول هذه الكمية الكبيرة من الأمطار، وأوضح: "إن احتمال وجود علاقة بين أنشطة تلقيح السحب والفيضانات في دبي يقترب من الصفر". وتقتبس العديد من وسائل الإعلام آراء خبراء آخرين لديهم تقييمات مماثلة، بما في ذلك خبراء لدى "بلومبيرغ".

الاحتباس الحراري يؤدي إلى زيادة الظروف المناخية القاسية
من الادعاءات الأخرى، بحسب أحد الحسابات: "إن آثار ظاهرة الاحتباس الحراري وتغيرات المناخ لن تستثني أي مدينة". وهناك رواية أخرى تقول: "هذا هو التغير المناخي الذي يخلقه الإنسان".

"دبي ليست مهيأة لتحمل مثل هذه الأمطار الغزيرة"، كما يقول منشور على موقع إكس.
"دبي ليست مهيأة لتحمل مثل هذه الأمطار الغزيرة"، كما يقول منشور على موقع إكس.null X

وهذا الادعاء لم يتم إثبات صحته تمامًا بعد.

بالطبع يرى العديد من الباحثين في مجال المناخ روابط بين تغير المناخ والأمطار الغزيرة: "غالبًا ما يلعب الاحتباس الحراري دورًا في الأحداث المناخية المتطرفة، ولكن في بعض الأحيان يتم افتراض تأثيره أو المبالغة فيه بشكل عام،" كما يقول عالم المناخ فريدريك أوتو من "كلية لندن الإمبراطورية" لـDW. وفيما يتعلق بالأحداث في دبي، قالت لوكالة فرانس برس للأنباء إن العواصف أصبحت أسوأ "على الأرجح" بسبب الاحتباس الحراري.

يعتمد هذا المنطق على خلفية فيزيائية بسيطة: كلما كان الهواء أكثر دفئًا، زادت قدرته على امتصاص الرطوبة. ولهذا السبب تهطل الأمطار بغزارة في المناطق الاستوائية مقارنة بمناطق العرض المعتدلة حيث تقع ألمانيا. تكون العواصف المطيرة في أوروبا الوسطى أكثر غزارة في الصيف مما تكون عليه في مطلع العام.

ولهذا السبب هناك إجماع بين العديد من الباحثين في مجال المناخ على أن الاحتباس الحراري العالمي يجعل حالات الطقس القاسية أكثر احتمالًا وأنها تميل إلى أن تكون أكثر تطرفًا. لكنهم يؤكدون أيضًا، مثل باحث المناخ سيوكي فيليب من المعهد الملكي الهولندي للأرصاد الجوية أنه "لقد كان هناك دائمًا، وسيظل دائمًا، طقس متطرف".

وبالمناسبة، تظهر ادعاءات كاذبة مماثلة مرارًا وتكرارًا عندما تؤدي الأمطار الغزيرة إلى الفيضانات - وخاصة عندما يحدث هذا في المناطق التي يتوقع فيها المرء حدوث الجفاف بدلًا من هطول الأمطار على نطاق واسع، مثل كاليفورنيا أو أستراليا أو تركيا.

أعده للعربية: محيي الدين حسين

هل ألمانيا مستعدة لاستقبال عشرين ألف فيل هدية من بوتسوانا؟

بعد أن أعلن رئيس بوتسوانا موكغيتسي ماسيسي عن نية بلاده تقديم 20 ألف فيل إلى ألمانيا، أصبح البحث عن مناطق مناسبة لاستيعاب هذه الحيوانات أمرًا محوريًا. وقد أثيرت هذه القضية بسبب الخلافات حول تصدير تحف صيد الحيوانات البرية، مثل الفيلة. تمثل ألمانيا في الاتحاد الأوروبي أكبر مستورد لهذه التحف من حيوانات مهددة بالانقراض.

ترددت أفكار حول مناطق محتملة في ألمانيا ، مثل إقليم Uckermark ذات الكثافة السكانية المنخفضة في الشمال الشرقي من براندنبورغ؟ أو في ولاية سكسونيا السفلى في شمال ألمانيا؟ على الأقل هذا ما تكهنت به بعض وسائل الإعلام.

كانت هذه الخطوة ردًا على خطوات السياسة البيئية الألمانية المثيرة للجدل، بما في ذلك الأمور المتعلقة بتقديم مشروعات قوانين لمنع أو تقييد استيراد تحفالصيد من الحيوانات البرية، مثل الفيلة.

يأتي هذا في السياق الذي يعتبر فيه قطاع الصيد البري في بوتسوانا من المصادر الاقتصادية المهمة، حيث يوفر الصيد لعدة بلديات دخلاً يصل إلى حوالي مليوني يورو سنويًا. وقد أشار الرئيس ماسيسي إلى أن الفيلة في بلاده باتت تشكل مشكلة، مع وجود حوادث يومية تتسبب فيها هذهالحيوانات وغالبًا ما تكون ذات عواقب مميتة.

إنقاذ الفيلة بمساعدة الذكاء الاصطناعي

بالإضافة إلى ذلك، جادل الرئيس ماسيسي في حواره مع صحيفة بيلد الألمانية الشعبية الواسعة الانتشار مطلع شهر أبريل/ نيسان الحالي بأن عدد الفيلة في بلده تسبب مصدر ازعاج. في بوتسوانا، التي تبلغ مساحتها مرة ونصف مساحة ألمانيا، هي موطن لحوالي ثلث الأفيال الأفريقية.

هناك حوالي 130 فيلا في ألمانيا، يعيش معظمهم في حدائق. ولكن في بوتسوانا، وفقا للرئيس ماسيسي، هناك هجمات يومية على الناس، وغالبا ما تكون لها عواقب مميتة. خطط ألمانيا وخطط دول الاتحاد الأوروبي الأخرى أضرت ببلده وعززت الفقر وأدت إلى الصيد غير المشروع. بحسب الرئيس.

على الرغم من هذا العرض، لا يعتقد أحد بالفعل أنه سيتم نقل هذا العدد الهائل من الفيلة إلى ألمانيا، بل يبدو الأمر وكأنه احتجاج طريف على السياسة الأوروبية فيما يخص وضع قيود على الصيد في الدولة الإفريقية.

ولا يعتقد أحد بالفعل أن أعدادا كبيرة من الفيلة قد تصل حقا إلى ألمانيا وذلك بسبب التحديات الكبيرة في توفير بيئة ملائمة ومساحة كافية لإيوائها. لذلك لم ترغب بعض الجماعات البيئية في التعليق على موضوع: كيف وأين يمكن أن يعيش الكثير من الأفيال في ألمانيا عندما سألتها DW.

أعده للعربية: علاء جمعة

النمسا قد تفقد جميع أنهارها الجليدية خلال 45 عاماً

حذرت منظمة نادي جبال الألب الجمعة ( الخامس من أبريل/شباط 2024) من أنّ النمسا قد تخسر كل أنهرها الجليدية تقريباً في غضون 45 عاما، لأن اثنين من هذه الأنهر تقلصا العام الفائت بأكثر من مئة متر.

وفي ظل القلق العالمي بشأن تأثيرظاهرة الاحترار المناخيعلى الأنهر الجليدية في العالم، أفاد أحدث تقرير صادر عن نادي جبال الألب النمساوي (OeAV) عن تراجع كبير جدا للأنهر الجليدية في البلاد على مدى السنوات السبع الفائتة.

وأظهرت الدراسة أنّ 93 نهرا جليديا نمساويا انخفض حجمها بمقدار 23,9 مترا في المتوسط العام الفائت، وهو ثالث أكبر ذوبان نهر جليدي منذ بدء تدوين هذه البيانات عام 1891.

وكان 2022 العام الأسوأ لناحية ذوبان الأنهر الجليدية في النمسا، إذ بلغ متوسط تراجعه 28,7 مترا.

وفي ظل الاحترار الحاد الذي تواجهه جبال الألب، قد تختفي الأنهر الجليدية كلها تقريباً في غضون 45 عاما، بحسب نادي جبال الألب الذي رأى أنّ تدابيرحماية المناخ اتُخذت بشكل متأخر.

وقال أندرياس كيليرر بيركلباور، وهو رئيس قسم قياس الأنهر الجليدية في نادي جبال الألب، في تصريح صحافي الجمعة "في غضون 40 إلى 45 عاما، ستصبح النمسا بأكملها تقريبا من دون أنهر جليدية".

وفي العام 2017، ذابت الأنهر الجليدية النمساوية بمقدار 25,2 مترا في المتوسط، وهو ثاني أكبر ذوبان مسجل على الإطلاق، بحسب نادي جبال الألب.

وفي العام الفائت، تقلص نهران جليديان في النمسا بأكثر من 100 متر.

ودعا نادي جبال الألب النمساوي إلى حماية أفضل للأنهر الجليدية، مشيراً إلى أنّ التنوع البيولوجي في مناطق جبال الألب يتعرض لضغوط مستمرة بسبب بناء مصاعد تزلج جديدة.

وتشير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أنّ الأنهر الجليدية الكبيرة في العالم تشهد ذوباناً غير مسبوق منذ بدء القياسات في خمسينات القرن الفائت، وهو وضع "شديد" في غرب أميركا الشماليةوأوروبا.

وفي سويسرا، خسرت الأنهر الجليدية في جبال الألب 10% من حجمها خلال العامين الفائتين فقط.

ع.أ.ج (أ ف ب)

كيف يمكنك الاستمتاع بكسوف الشمس وتجنب مخاطره؟

خلال منتصف نهار 8 أبريل/ نيسان، ستظلم السماء فوق أجزاء من أمريكا الشمالية لبضع دقائق. والسبب هو كسوف كلي للشمس سيبدأ فوق القارة قرب مازالتان بالمكسيك إلى ما وراء مونتريال بكندا، مروراً باثنتي عشرة ولاية في الولايات المتحدة.

وسيبلغ عرض المسار الذي يمكن من خلاله رؤية كسوف الشمس الكلي حوالي 115 ميلًا، وفقًا لوكالة ناسا. وستحجب أشعة الشمس للحظات، مما يتسبب في حالة مظلمة مؤقتة تشبه الغسق خلال ذروة النهار.

وسيمر كسوف سنة 2024 عبر العديد من المدن الكبرى فيالولايات المتحدة، بما في ذلك دالاس وليتل روك وإنديانابوليس وكليفلاند وبوفالو وبرلنغتون.

لكن تعتمد المدة التي يمكن خلالها مشاهدة الكسوف على مكان تواجد الأشخاص، فوفقا لوكالة ناسا، من المرجح أن يكون كسوف هذه السنة مرئيا لمدة تتراوح بين 4 دقائق إلى 4,5 دقيقة على طول المواقع المختلفة على مساره.

من سيفوته هذا الحدث الفلكي الاستثنائي، سيضطر للانتظار إلى غاية سنة 2045 ليتكرر حدث كسوف الشمس المقبل فوق أمريكا الشمالية.

كسوف الشمس في السلفادور
صورة تعبيرية لأشخاص يراقبون ظاهرة الكسوف سابقاnull Jose Cabezas/REUTERS


ماهي مخاطر كسوف الشمس الكلي؟
عندما يمر القمر مباشرة بين الأرض والشمس، فإنه يحجب بعض الضوء الذي يصل إلى الأرض، ويسمى هذا الحدث كسوف الشمس. وأثناء الكسوف، قد يلاحظ المتتبعون للحدث الفلكي ظلالًا غريبة على شكل هلال على الأرض، وانخفاضًا مفاجئًا في درجة الحرارة، وسلوكًا غريبًا بين الطيور والحيوانات.

إن رؤية الشمس من خلال عدسة الكاميرا أو المنظار أو التلسكوب بدون نظارات شمسية واقية خاصة بالظاهرة، سيؤدي إلى إصابة العين بضرر خطير على الفور. وبذلك لا تستقيم متابعة الحدث الفلكي دون النظارات التي تحمل رمز المنظمة الدولية للمعايير (ISO) 12312-2.

وعلى عكس ما يتم تداوله من إشاعات فليس هناك أي انعكاس أو ضرر للكسوف على الأطعمة، أو أي ضرر على النساء الحوامل وأجنتهن.

جدير بالذكر أنه رغم حدوث الكسوف الكلي للشمس كل عام ونصف إلى عامين تقريبًا، فإنه في الغالب ما تشهده مناطق نائية، مما يجعل من الصعب مشاهدته دائما.

أعدته للعربية: ماجدة بوعزة

الخسوف الكلي للقمر الدموي

تغير المناخ يجعل أطعمة في متناول الأغنياء فقط!

جراد البحر، الكافيار وشرائح اللحم المغطاة بالذهب، أطعمة تجسد الفخامة وحياة الأثرياء والمشاهير. لكن في المستقبل قد تنضم أطعمة في متناول الجميع تقريبا إلى قائمة الأطعمة الفاخرة، وفق مجلة "شتيرن" الألمانية. عصير البرتقال هو جزء من وجبة إفطار كثيرين. لكن في الآونة الأخيرة، ارتفع سعر عصير البرتقال بشكل ملحوظ بسبب ضعف المحصول وارتفاع أسعار المواد الخام وكذلك الظروف المناخية القاسية مثل الجفاف والأعاصير والأمراض التي تصيب الأشجار.

الزيادات الأولى في الأسعار أصبحت ملحوظة مؤخراً بالنسبة لأطعمة مثل الكاكاو وزيت الزيتون أيضاً. وفي المستقبل يمكن توقع أسعار أعلى بكثير، وفق نتائج دراسة نشرها فريق من الباحثين من معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ والبنك المركزي الأوروبي في مجلة "نيتشر". ويتوقع الباحثون أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة تضخم أسعار المواد الغذائية بحلول عام 2035بنسبة 0.92إلى 3.23 في المائة سنويا.

الظروف المناخية وسلوك المستهلك

الوفرة والسعر عاملان مهمان في تحديد ما إن كان المنتج يعد سلعة فاخرة أم لا. في المستقبل قد تعود الأطعمة التي أصبحت الآن أغذية أساسية مثل القهوة والكاكاو إلى قائمة الأطعمة الفاخرة. لأن تغير المناخ يتسبب في تدمير المناطق الزراعية. وفي تصريح نقلاً عن قناة "بي بي سي"، ذكرت مونيك راتس، مديرة مركز الغذاء وسلوك المستهلك والصحة في جامعة سري البريطانية: "العديد من الأطعمة قد لا تصبح في متناول الكثير من الناس".

وقال الخبير في علم الزراعة، مايكل بيرغر، من الصندوق العالمي للطبيعة (WWF ):"ستكون هناك تقلبات أكبر في الأسعار وتوافر بعض الأطعمة وهناك سنوات قد تصبح فيها بعض المنتجات مثل الأفوكادو والكاكاو والقهوة والمانغو وجوز الهند والبابايا والموز أكثر ندرة". أحد أسباب ذلك هو الظروف المناخية القاسية.

إلى جانب ذلك يمكن أن يساهم سلوك المستهلك في زيادة أسعار الأطعمة الرخيصة وزيادة شعبيتها. وتقول راتس: يمكن أيضاً تصنيف الأطعمة الفاخرة على أنها منتجات لا يتم تناولها بكثرة. وتعتقد أن اللحوم ستصبح سلعة فاخرة في العقود القليلة المقبلة.

إ.م

تحلية مياه البحر .. الحل السحري لشح المياه؟

عرف البشر تطويع مياه البحر لجعلها صالحة للشرب منذ قديم الأزل، إذ كان البحارة اليونانيون القدماء يقومون بغلي مياه البحر فيما عمد الرومان القدماء إلى استخدام أنابيب طينية لإزالة ملوحة مياه البحار.

وفي تعليقه، قال الدكتور منظور قادر، نائب مدير معهد الأمم المتحدة للمياه والبيئة والصحة، إن الأشكال الحديثة لتكنولوجيا تحلية مياه البحر باتت الآن تمثل "مستقبل التعامل مع أزمة شح المياه".

المياه في كل مكان، ولكن؟

رغم أن المياه تغطي حوالي 70% من سطح الأرض، ما يُقارب الـ 326 مليون تريليون جالون، إلا أن نسبة واحد بالمئة منها فقط صالحٌ للشرب، فيما تتعرض موارد المياه العذبة المحدودة لضغوط بشكل متزايد مع ارتفاع عدد سكان الكوكب وتوزيع المياه العذبة بشكل غير متساو وتكرار مواسم الجفاف الضارية جراء تفاقم ظاهرة التغير المناخي.

وبحسب الباحثين، فإن ربع سكان الأرض يعيشون في بلدان تواجه "إجهادا مائيا شديدا" وهي الدول يُعرف عنها بأنها تستخدم ما لا يقل عن 80% من إجمالي إمدادات المياه المتاحة لها سنويا، ما يعرض سكانها لخطر نفاد المياه ويجبر الحكومات في بعض الأحيان على تقييد الإمدادات بشدة.

ومع توقعات بتفاقم التداعيات المناخية، خاصة ارتفاع درجات الحرارة، يُتوقع أن يواجه مليار إنسان آخر أزمة ندرة المياه العذبة بحلول عام 2050.

تحلية المياه صناعة متنامية

ورغم سلبيات تحلية مياه البحر، بداية من استهلاكها الكبير لمصادر الطاقة وحتى تلويثها للبيئة، إلا أن خبراء يقولون إن تحلية مياه البحر باتت "صناعة آخذة في النمو" مع توسعها بشكل مطرد على مدى العقدين الماضيين.

وقال منظور قادر إنه بسبب تفاقم أزمة ندرة المياه، يتم "إنشاء المزيد والمزيد من محطات تحلية المياه".

تقوم فكرة محطات تحلية المياه على إزالة الملح من الماء بشكل يومي إما باستخدام التقطير الحراري الذي يتضمن تسخين السائل وتجميع البخار أو من خلال التناضح العكسي وهي تقنية يتم من خلالها دفع الماء من خلال غشاء شبه منفذ ليخرج الماء النقي من  الجانب الآخر.

ورغم أن ثمة طرق بديلة للحصول على المياه العذبة مثل استمطار السحب صناعيا أو نقل الجبال الجليدية إلى المناطق القاحلة، إلا أن قادر استبعد توسيع الاعتماد على هذه الطرق لتلبية احتياجات العالم من المياه بشكل كامل.

وبحسب التقديرات، فإنه يتم إنتاج 56 مليار لتر من المياه المحلاة بشكل يومي، وهو ما يعادل حوالي سبعة لترات لكل شخص على وجه الأرض، فيما تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا موطنا لما يصل إلى 39 بالمئة من إجمالي محطات تحلية المياه البالغ عددها 16 ألف محطة.

وقال قادر إن المستقبل بدون تحلية المياه بالنسبة للعديد من هذه البلدان سيكون بالأمر "شبه المستحيل"، خاصة في البلدان التي تستنفد كميات من المياه أكبر من مياه الأمطار التي تهطل عليها.

وعالميا، فإن المياه المالحة تشكل 50 بالمئة من إجمالي المياه المستخدمة، إلا أن هذه النسبة قد تصل إلى 56 و 70 بالمئة في بلدان مثل البحرين وقطر على التوالي.

إنفوغرافيك لمناطق تحلية المياه في العالم
إنفوغرافيك لمناطق تحلية المياه في العالم

السلبيات

تستهلك محطات تحلية المياه الكثير من الطاقة، فيما يأتي جُل ذلك من خلال محطات توليد الطاقة التي تعمل بالوقود الأحفوري، الذي يعد ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺼﺪﺭ ﻻﻧﺒﻌﺎﺛﺎﺕ الغاﺯﺍﺕ ﺍﻟﺪﻓﻴﺌﺔ ﻣﻦ بين ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ.

وكشفت دراسة أجريت عام 2021 أن محطات تحلية المياه الأربع في قبرص التي تعد أكثر بلدان الاتحاد الأوروبي ارتفاعا في درجات الحرارة، تستهلك 5 بالمئة من إجمالي استهلاك الكهرباء وتعد مصدرا لقرابة 2 بالمئة من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة، لكنها تلبي ما يقدر بنحو 80% من احتياجات سكان قبرص من مياه الشرب.

وفي تعليقه، قال هوغو بيرش، المحرر المتخصص في شؤون تحلية المياه وإعادة استخدامها في منصة "غلوبال ووتر إنتليغنس"، إن زيادة كفاءة استخدام الطاقة تعد أحد العوامل وراء نمو صناعة تحلية مياه البحر.

وقال بيرش إن معظم محطات تحلية المياه الجديدة تستخدم التناضح العكسي بدلا من العمليات الحرارية وهذا أكثر كفاءة في ترشيد استهلاك مصادر الطاقة إلى ما قد يصل إلى نصف استهلاك الكهرباء.

وقد كشفت أحدث التقديرات عن انخفاض استهلاك مصادر الطاقة اللازمة لتحلية المياه بالتناضح العكسي بنسبة 90% تقريبا بين عامي 1970 و2020، فيما تشير بعض التوقعات إلى أن التقدم التكنولوجي قد يقلل من تكاليف تحلية المياه بنسبة 60% خلال العشرين عاما المقبلة.

تحلية مياه البحر لتصبح صالحة للشرب هل تضر بالبحار؟

ماذا عن الدول الفقيرة؟

ورغم إقراره بانخفاض تكلفة تحلية المياه لتصل إلى 0.50 دولار لكل متر مكعب من المياه في الوقت الراهن، إلا أن قادر قال إن هذا الأمر ما زال في "أيدي الدول الغنية، إذ إن الكثير من البلدان ذات مصادر الدخل المنخفضة غير قادرة على ذلك".

يُشار إلى أن أكثر من 90% من عمليات تحلية المياه تتم في بلدان ذات دخل متوسط أو مرتفع، رغم أنه يُتوقع أن تصبح البلدان الفقيرة مثل دول منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، "بؤرا ساخنة" لندرة المياه بحلول عام 2050.

ورغم أنه يتم تطوير محطات لتحلية المياه تعمل بالطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، إلا أن قادر يعتقد أن مثل هذه التكنولوجيا ستكون بعيدة عن متناول الدول الفقيرة التي باتت في أمس الحاجة إليها.

تلوث البحار

من جانبه، قال أرغيريس باناغوبولوس، المهندس الكيميائي بالجامعة الوطنية للتقنية في أثينا، إن أحد المخاوف البيئية الرئيسية المترتبة على تحلية المياه تتمثل في تصريف المياه شديدة الملوحة إلى البيئات القريبة ما يتسبب في "تلوث البيئة البحرية أو المياه الجوفية أو زيادة ملوحة التربة".

ورغم أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تنتج حوالي 47٪ من المياه المحلاة، إلا أنها تمثل 70 ٪ من إجمالي الإنتاج العالمي من المحلول الملحي.

وعزا هوغو بيرش ذلك إلى حقيقة مفادها أن محطات تحلية المياه في الشرق الأوسط تستخدم في الغالب مياه البحر التي تزداد فيها نسبة الملوحة مقارنة بالمياه المالحة في الولايات المتحدة، مشيرا إلى زيادة استخدام تقنيات تساعد في تقليل حجم التلوث ونسبة الملوحة الناتجة عن تحلية المياه.

مستقبل مستدام لتحلية المياه؟

بدوره، أشار باناغوبولوس إلى وجود طرق لتحسين إدارة المياه شديدة الملوحة والتحول إلى مصادر الطاقة الخضراء، مضيفا: "هناك خطوات هامة في مجال تحلية المياه، لكن ما زالت ثمة تحديات يجب التغلب عليها قبل اعتبار صناعة تحلية مياه البحار مستدامة من الناحية البيئة".

وفي ذلك، قال منظور قادر إن تحلية المياه ستلعب دورا حيويا في معالجة ندرة المياه في المستقبل لأن تغير المناخ لا يؤثر عليها، مضيفا "بغض النظر عن مقدار هطول أمطار أو حدوث جفاف، فإن مياه البحار مازالت وفيرة وهو ما يعد الجانب المشرق لتحلية المياه".

المصادر التي اعتمد عليها التقرير:

https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0025326X20308912 

 https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0048969721033015?via=ihub 

https://psci.princeton.edu/tips/2022/7/8/desalination-research 

أعده للعربية: محمد فرحان

 

المغرب: المياه العادمة وتحلية مياه البحر لمواجهة تداعيات الجفاف

يبدو أن أصوات المستحمين في الحمامات الشعبية في المغرب، وهم يطلبون مزيدا من المياه الساخنة خلال سنوات ثمانينيات القرن الماضي ستعود إلى يوميات هذه الفضاءات، يعلق أحد رواد المنصات الاجتماعية بلكنته المراكشية وبلغة ساخرة. يأتي هذا بسبب إقدام السلطات المغربية على إغلاق جزئي للحمامات الشعبية في وجه المستحمين نظرا لتداعيات ندرة المياه. وفي مشهد آخر لكنه قاس للغاية لصور يعرضها أحد نشطاء التواصل الاجتماعي لسد المسيرة، ثاني أكبر سد في المغرب وهو شبه جاف. ويضيف متحسرا على خطر العطش الذي قد يتهدد ساكنة الدار البيضاء(وسط غرب البلاد) أكبر مدن المملكة وحصنها الصناعي.

مشهدان يلخصان قلق المغاربة على ندرة المياه التي تتهدد البلاد بسبب الجفاف الذي يعيشه المغرب للسنة السادسة على التوالي. فالمغرب هو "أحد أكثر البلدان شحا بالمياه في العالم، وهو يقترب بسرعة من الحد المطلق لندرة المياه البالغ 500 متر مكعب للفرد سنويا"، بحسب البنك الدولي.

منذ مدة وهذا البلد الشمال إفريقي يحاول التعامل مع هذه الإشكالية الهيكلية من خلال عدة تقنيات من بينها: التقنيات المستخدمة لمعالجة المياه العادمة وتحلية مياه البحر للتغلب على تداعيات الانحباس الحراري. في تصريح لـ DW  عربية تقول ليلى ماندي الخبيرة في الموارد المائية والمديرة السابقة للمركز الوطني للدراسات و الأبحاث في مجال المياه التابع لجامعة مراكش: "إن اعتماد تقنيات تحلية المياه وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي يمكن أن يكون له دور كبير في تعزيز الاستدامة المائية ومكافحة تغير المناخ".

الأمل معقود على تحلية مياه البحر

خوف سكان مدينة الدار البيضاء والمناطق المجاورة لها والممتدة إلى مشارف مراكش من العطش بسبب تراجع مخازن السدود كونها المزود الرئيسي لمياه الشرب، لا يوازيه إلا الأمل الذي أنعشه الإعلان عن انطلاق الأشغال بداية هذه السنة بمحطة الدار البيضاء، وهي الأكبر في المغرب لتحلية مياه البحر. ينتظر أن يكون الجزء الأول منها جاهزا في 2026 لتوفير مياه الشرب والسقي والمياه للاستعمال الصناعي. وقد وصفها وزير التجهيز والماء نزار بركة "بالتاريخية"، نظرا لحجم التكلفة المقترحة المتمثل في أقل من أربعة دراهم (عشرة دراهم تساوي يورو واحد) لتحلية كل متر مكعب"، مبررا أن الأمر راجع لاعتمادها على الطاقات المتجددة.

الدكتورة ليلى ماندي خبيرة في الموارد المائية والتنمية المستدامة
الدكتورة ليلى ماندي خبيرة في الموارد المائية والتنمية المستدامةnull Privat

يشار إلى أن المغرب يتوفر حاليا على 14 محطة، ويسعى إلى تشغيل عدد منها بالاعتماد على الطاقة الخضراء. وفي تصريح لـ DW عربية، قال وزير التجهيز والماء نزار بركة: "إن المغرب سينتقل في غضون السنوات القادمة إلى إنتاج مليار و400 مليون متر مكعب من المياه المحلاة، وهو ما سيمكن من تزويد حوالي 50 بالمائة من الساكنة بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من تحلية مياه البحر". بالرغم من تأخر انطلاق الاشغال بمحطة الدار البيضاء، إلا أن تحلية مياه البحر قد يشكل بر الأمان في المغرب نظرا للتداعيات الخطيرة للتغير المناخي، بحسب المسؤولين.

لذا يطالب الخبراء بإيجاد حل لمعضلة التمويل لتسريع وتيرة إنجاز محطات تحلية مياه البحر: "في ظل الجفاف الذي أصبح يلازمنا والضغط الديموغرافي والتطور الصناعي الذي يتطلب منسوبا كبيرا من المياه لن توفره التساقطات المطرية، يشكل تحلية مياه البحر أمل المغاربة لتدارك معضلة ندرة المياه.  لذا يمكن أن يلعب البحر بواجهته الأطلسية والمتوسطية دور قاطرة التنمية."، تقول أميمة خليل الفن، الباحثة المتخصصة في الهندسة البيئية والتنمية المستدامة في تصريح خصت به DW  عربية.    

المياه العادمة: من قاتل بيئي إلى مصدر حيوي

لا تعاني الموارد المائية في المغرب من الاستنزاف فقط، بل أن خطر التلوث يهدد "الذهب الأزرق" أيضا. إذ تشير تقديرات الخبراء إلى أن 80 بالمائة من الفرشة/ المياه الجوفية ملوثة جراء النفايات المنزلية والصناعية. لذا بدأ منذ مدة اهتمام المغرب باحتواء الانعكاسات الصحية والبيئية والاقتصادية للمياه العادمة. بالرغم من وجود سوى 158 محطة لمعالجة النفايات السائلة، فإن المغرب يعول أيضا على هذه التقنية للتغلب على ندرة المياه. إذ تسعى الرباط إلى تحقيق معدل معالجة يصل إلى 90 بالمائة مما تلفظه مجاري المياه العادمة ونفايات المصانع بحلول 2030.

إلى جانب سقي المساحات الخضراء، فإن الاستثمار في معالجة المياه العادمة، يجني منه المغرب فوائد عديدة على صعيد السلامة البيئية، وعلى صعيد توفير الطاقة، والأسمدة أيضا، في نظر الخبراء: " استخدام المياه العادمة في الري الزراعي، أو في الصناعة، أو حتى في الاستخدام المنزلي لأغراض لا تشمل المشروبات، يمكن من توفير كميات كبيرة من المياه العذبة وتقليل الضغط على الموارد المائية التقليدية"، بحسب ما صرحت به لـ DW عربية، ليلى ماندي الأستاذة الجامعية وعضو الأكاديمية الفرنسية للمياه. وفي غياب معطيات رسمية حول استفادة قطاع الزراعة وسقي المساحات الخضراء من المياه العادمة، نجد أن العاصمة الرباط استفادت كثيرا من هذه التقنية. إذ انخفض في نهاية شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، الاستهلاك الكلي للمدينة من مياه الشرب بنسبة 10,8 في المائة بفضل استخدام المياه غير التقليدية للسقي وتحسين أداء شبكة مياه الشرب، بحسب السلطات.

أهمية تغيير السياسات الزراعية

الإغلاق الجزئي للحمامات الشعبية في وجه المستحمين، وانقطاعات مياه الشرب على المنازل في بعض الفترات عزز وعي بعض المغاربة بخطورة الوضع الذي يتهدد هذه المادة الحيوية. غير أن ذلك غير كاف في نظر بعض الخبراء، الذين يطالبون المغرب بمراجعة السياسة الزراعية، خاصة وأن هذا القطاع الزراعي يعد أكبر مستهلك للمياه بحوالي 88 بالمائة، وفقا للبنك الدولي.

كما أن اعتماده على زراعات موجهة نحو التصدير يستنزف الثروة المائية للبلاد على حد قولهم: "غياب الحكامة في تدبير هذه المادة الحيوية، وتصدير المياه على شكل فواكه يزيد من إنهاك هذه الثروة. مساهمة  القطاع الزراعي في الناتج المحلي تبقى ضعيفة بالنظر إلى الخطر الذي يهدد المياه."، بحسب أميمة خليل الفن. وعلى الرغم من التحديات التقنية والتمويل التي تواجهها بعض محطات معالجة المياه العادمة والتحلية، إلا أن هذه المحطات يمكن أن تشكل مصادر حيوية لمياه الشرب والاستعمالات الأخرى، خاصة إذا تمكن المغرب من الاستفادة من تقنية حرق النفايات المنزلية لتوفير الطاقة لتشغيل هذه المحطات، كما هي الحال في إسبانيا، بحسب بعض الخبراء.

محمد مسعاد

الجفاف ونقص المياه في العالم العربي

   

وظيفة المستقبل: ما هي مهام فني الطاقة الشمسية؟

لماذا تحتاج صناعة الطاقة الشمسية إلى مزيد من الكفاءات المتخصصة؟

في الوقت الحالي، يعمل حوالي تسعة ملايين شخص حول العالم في  صناعة الطاقة الشمسية، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى حوالي 20 مليون شخص بحلول عام 2030، ويمكن أن يصل إلى حوالي 60 مليون شخص بحلول عام 2050 وفقًا لدراسة، أشارت إلى أن توسيع محطات الطاقة الشمسية يحدث بشكل أسرع دائمًا.

ففي عام 2023، تم تثبيت وحدات شمسية بطاقة إجمالية تبلغ 444 غيغاواط  (GW) في جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن تزداد هذه الأرقام في عام 2024 بمقدار 574 غيغاواط. ولذلك، ستوظف الصناعة هذا العام أكثر من 12 مليون موظف. والطلب مستمر في الزيادة. ويتوقع الخبراء أن تصبح الطاقة الشمسية بحلول عام 2050 أهم  مصدر للطاقة على مستوى العالم.

الشاب فابيان روخاس من الأرجنتين يعمل لدى شركة طاقة شمسية في كولونيا
الشاب فابيان روخاس من الأرجنتين يعمل لدى شركة طاقة شمسية في كولونيا null Gero Rueter/DW

ما هي الوظائف التي تنشأ في صناعة الطاقة الشمسية؟

توجد وظائف جديدة في إنتاج الطاقة الشمسية حيث يتم إنتاج الخلايا الشمسية والوحدات في المصانع الحديثة. ويحتاج العديد من الفنيين إلى العمل في التطوير والبرمجة والبناء والصيانة واللوجستيات والتوزيع. ويعمل حوالي مليونين من الأشخاص في إنتاج الوحدات في عام 2022، ومنهم حوالي 1.8 مليون في الصين. ومع ذلك، فإن معظم الفنيين المطلوبين هم من المتخصصين في تركيب الأنظمة الشمسية. ولكن هناك قليل من البرامج التدريبية في هذا المجال حتى الآن، ولذلك فإن معظم الخبراء  هم حتى الآن من الأشخاص الذين يتقنون مجالات عملهم. وتكون الطلبات على وجه الخصوص مرتفعة على المهندسين والكهربائيين وتقنيي الطاقة والمباني وكذلك العمال المتخصصين في تغطية الأسطح.

ما هو الفني الشمسي؟

يقوم الفنيون الشمسيون بتركيب أنظمة الطاقة الشمسية على الأسطح أو على مساحات كبيرة. يقومون بتركيب الهياكل الداعمة، ويربطون الوحدات بإحكام، ويربطونها بالأسلاك. ثم يمكنهم التحقق مما إذا كانت الكهرباء تتدفق إلى الشبكة الكهربائية والمباني.

ويخطط الخبراء الشمسيون أيضًا للأنظمة، ويقدمون استشارات للعملاء، ويحسبون التوقعات لإنتاج الكهرباء

تُعتبر الصين من الدول الرائدة في استخدام الطاقة الشمسية
تُعتبر الصين من الدول الرائدة في استخدام الطاقة الشمسيةnull CFOTO/picture alliance

وتكلفة المواد والتركيب  حسب كل مبنى. ويجب عليهم أيضًا أن يكونوا على دراية بتركيب بطاريات التخزين لنظام السقف الشمسي  وصناديق الجدران لشحن السيارات الكهربائية.

من يقوم بتدريب فنيي الطاقة الشمسية؟

يقوم العديد من الشركات بتدريب موظفيها بنفسها. يظهرون لزملائهم كيفية تركيب الوحدات الشمسية بأمان على السقف على سبيل المثال. بالإضافة إلى ذلك، هناك مزيد من الدورات التدريبية المتقدمة التي تستمر لعدة أسابيع أو أشهر، حيث يتم تعليم معرفة الطاقة الشمسية. في الغالب، تدفع الشركات أو وكالات العمل لهذه الدورات.

وفي الوقت نفسه، تنشأ مسارات تعليمية جديدة. مثال على ذلك هو التدريب المهني الجديد لمدة ثلاث سنوات لتصبح فني تركيب الطاقة الشمسية  في سويسرا، الذي بدأ لأول مرة هذا الصيف. ويتوافق هذا التدريب مع تدريب في مهن أخرى في الحرف اليدوية.

ويتم دمج المزيد والمزيد من المحتويات ذات الصلة في تعليم الطلاب الهندسيين والبرامج الفنية في الجامعات، لتأهيل الطلاب للمساهمة في التحول الطاقي.

جانب من عملية بناء سقف للطاقة الشمسية في الهند
جانب من عملية بناء سقف للطاقة الشمسية في الهندnull Manish Swarup/AP Photo/picture alliance

وتُقدم دورات أساسية أيضًا للمبتدئين، حيث يتعلمون كيفية تركيب أنظمة الطاقة الشمسية بسهولة، على سبيل المثال في مخيمات الطاقة الشمسية.

وتُطلب الكفاءات الشمسية في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الأماكن التي ينمو فيها القطاع الشمسي بقوة.

وتشمل هذه الأماكن الصين وأوروبا والولايات المتحدة والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، بالإضافة إلى أستراليا وباكستان وتركيا وكذلك دول الخليج مثل الإمارات العربية المتحدة، التي تقوم ببناء العديد من المشاريع الكبيرة. وفي بعض البلدان مثل ألمانيا على سبيل المثال، الطلب على الكفاءات بات كبيرًا لدرجة أنه يتم البحث عن خبراء مؤهلين في الخارج أيضًا.

بعد شح الأمطار.. مزارعو البن بكوستاريكا يعتمدون تقنيات مبتكرة

كان مزارعو البن في كوستاريكا ينعمون في الماضي بأمطار غزيرة، لكنهم باتوا في ظل انخفاض كميات التساقطات، يضطرون إلى اعتماد أساليب مبتكرة لمواصلة إنتاج أحد أفضل أنواع البنّ في العالم. لطالما كانت منطقة سنترال فالي (الوادي المركزي) الخصبة في البلاد تشهد ظروفا مناخية مثالية لزراعة حبوب بن "أرابيكا"، وهي صادرات كوستاريكا الأبرز، لكن المزارعين يقولون إن هذا الوضع يشهد تغيراً سريعاً.

التكيف مع الوضع

ويحاول خيسوس فالفيردي، الذي يملك مزرعة عائلية في بلدة نارانغو، التكيف مع الوضع من خلال زراعة أشجار الفاكهة التي توفر الظل وتحافظ على الرطوبة في محيط نباتات البن التي يزرعها. وقال المزارع البالغ  من العمر59 عاماً لوكالة فرانس برس: "لقد زدنا الإنتاج" مع هذا "المناخ المحلي". بالإضافة إلى ذلك، تعمل الأوراق الجافة التي تتساقط من الأشجار على تسميد التربة وخفض الحرارة، وهو نوع من "التكنولوجيا الحيوية" التي تحافظ على رطوبة التربة. ويقول مزارع البن بفخر "لقد تخطّيت التغير المناخي". ويتوقع بنك التنمية للبلدان الأميركية أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى القضاء على نصف محاصيل البن في العالم بحلول سنة 2050.

في حين أن كوستاريكا هي إحدى أصغر الدول المنتجة للبن في العالم، تشكل هذه الحبوب إحدى أبرز صادرات كوستاريكا منذ القرن التاسع عشر. وفي العام الفائت، شحنت البلاد 60 ألف طن بقيمة 350 مليون دولار. ويدعم هذا المجال أكثر من 25 ألف أسرة.

تقنيات مبتكرة

تظهر بيانات من جامعة كوستاريكا أن هطول الأمطار السنوي انخفض بشكل مطرد من 2907 ملم في العام 2010، إلى 1759 ملم سنة 2023. وشهدت بعض السنوات جفافاً كبيراً على غرار عام 2016 الذي تساقط خلاله 952 ملم فقط من الأمطار. وقال هارولد غامبوا، وهو متخصص في معهد البلدان الأميركية للتعاون في مجال الزراعة، إن "التحديات مستمرة" مع التغير المناخي، إذ تشهد الآفات والفطريات تطوراً. ويعمل معهد البن في كوستاريكا (Icafe) على تطوير أنواع هجينة من نباتات بن أكثر مقاومة للظروف المناخية. وتقول مهندسة التكنولوجيا الحيوية إريكا منديز (28 عاما) "من خلال دراسة الحمض النووي لمختلف النباتات، يمكننا تسريع تطوير أفضل الخصائص في نبات واحد".

وفي الماضي، ما كان يتعين على المزارعين على غرار جوهيل ألفارادو سوى الزراعة وانتظار هطول الأمطار التي كانت تشهدها البلاد بصورة متواصلة. وبات يتعين عليه راهناً تركيب نظام للري بالتنقيط في مزرعته للبن التي تبلغ مساحتها أربعة هكتارات. ويقول المزارع البالغ 52 عاما لوكالة فرانس برس "تزداد سنوياً صعوبة إنتاج الكمية نفسها"، ولكن "من خلال اعتماد تقنيات مبتكرة، نلاحظ أن التغير المناخي لا يؤثر علينا كثيرا". وتمكن إدواردو روخاس الذي يدير مزرعة للبن تبلغ مساحتها 50 هكتارا في بلدة سارشي، من تعزيز الإنتاج بعد استثمار أكثر من 200 ألف دولار في أنظمة الري وغيرها من التقنيات. وفي العام 2023، حصد 43,5 بوشل (حوالي 20 كغ) من البن لكل هكتار، أي أكثر من ضعف المعدل الوطني. ويقول روخاس الذي يعمل في هذا المجال منذ أكثر من 40 عاماً "لم أصدق أن إنجاز ذلك ممكن". ويضيف أن "الأشخاص الذين يملكون مزارع مماثلة في ظل ظروف مناخية قاسية جداً... بحاجة إلى المشاركة في هذه المشاريع".

إ.م (أ ف ب)

حماية البيئة بإضاءة شوارع بتطبيق هاتف عند الحاجة وقلق البعض

تطبيقات الهواتف الذكية صارت مستخدمة للتحكم في كل شيء تقريبا لتنظيم عالمنا المحيط. مثلا في بلدة قرب باريس سمحت السلطات للسكان بتنظيم إضاءة الشوارع من خلال تطبيق في هواتفهم الذكية: يُشعِل الإضاءة عند الحاجة فقط. فكرة يراها البعض موفرة للمال وصديقة للبيئة لكنها تثير لدى البعض الآخر مخاوف أمنية، وفق ما نقل موقع تلفزيون القناة الثانية الألمانية العامة "زد دي إف".

فبضغطة بسيطة تُضاء مصابيح الشارع الموجودة على أعمدة الإنارة في بلدة سيرجي بونتواز الفرنسية، وينظم السكان إنارة الشارع بأنفسهم عبر أحد التطبيقات على هواتفهم الذكية، فيما في السابق كانت المصابيح تظل مضاءة طوال الليل، بما في ذلك من تكاليف مالية وبيئية. وصارت البلدة توفر ربع تكاليف الطاقة من خلال هذا التطبيق.

إضاءة الشوارع بتطبيق هاتف فقط عند الحاجة

ولكن ليس كل سكان البلدة مقتنعين بهذه الخطوة، فقد عبروا عن قلقهم من السرقة ومن لصوص الليل. ويقول مسؤولو المدينة إنهم يعملون على التواصل مع الشرطة بانتظام من أجل توفير كافة الاحتياجات اللازمة لتحقيق التوازن بين حماية السكان وحماية البيئة.

وإجمالاً يسهم ترشيد استهلاك الكهرباء في التقليل من تأثير الانبعاثات الغازية الضارة بالبيئة، وهذا نظرا لأن جزءا كبيرا من الطاقة الكهربائية -إجمالاً في العالم- ما زال يُوَلَّد من خلال قوة بخار الماء الدافعة الناجمة عن حرارة الوقود الأحفوري كالفحم أو النفط.

ع.م

مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن

قال مصنعو السيارات في أوروبا اليوم الاثنين (29 أبريل/نيسان 2024) إن الاتحاد الأوروبي يفتقر إلى محطات لشحن المركبات الكهربائية وأن عمليات الانشاء لا تتماشى مع حجم مبيعات المركبات.

ونمت مبيعات السيارات الكهربائية بثلاثة مرات أسرع من إنشاء محطات الشحن من عام 2017، وفقاً لتقرير صدر اليوم الاثنين عن رابطة مصنعي السيارات الأوروبية.

وقالت الرابطة إن التكتل سوف يحتاج إلى إنشاء المزيد من محطات الشحن الحالية بثمانية أضعاف كل عام حتى عام 2030.

وفي ظل اقتصاد متطور مثل دول الاتحاد الأوروبي التي تسعى إلى التخلص من الوقود الأحفوري من أجل خفض غازات الاحتباس الحراري، فإن صناعة السيارات تراهن بشكل مكثف على المركبات الكهربائية بصفتها بديل عن محركات الاحتراق الداخلي.

وقالت المديرة العامة لرابطة مصنعي السيارات في أوروبا، سيغريد ديفريزفي بيان صحفي: "نحتاج إلى تبني السوق الشامل للسيارات الكهربائية في  جميع دول الاتحاد الأوروبي لتحقيق الطموح الأوروبي بشأن أهداف خفض ثاني أكسيد الكربون، وهذا لن يحدث دون انتشار البنية التحتية للشحن على نطاق واسع في أنحاء المنطقة".

وتقدر المفوضية الأوروبية أن أوروبا بحاجة إلى 3.5 مليون محطة شحن بحلول 2030 ووفقاً للرابطة فإن تحقيق هدف 3.5 مليون محطة يعني إنشاء 8 آلاف محطة أسبوعياً حتى ذلك التاريخ، والذي يمثل ثلاثة أضعاف معدل الانشاء الحالي.

ولكن الرابطة دفعت أيضاً بأن رقم 3.5 مليون محطة لن يكون كافياً. ووفقا لها فإن التكتل يحتاج إلى 8.8 مليون محطة بحلول 2030، والذي يعني إنشاء 22 ألف محطة أسبوعياً وهو ما يعني ثمانية أضعاف المعدل الحالي.

ع.ح/ح.ز (د ب أ)